
لقد إستيقظت اليوم من حلم، لم أكن واعياً بذلك الحلم لذا من الطبيعي أنه كان يبدو غريباً وعشوائياً، الحلم كان مزيج من العودة إلى طالباً في مدرسة إعدادية، ولكن في نفس الوقت كانت المدرسة ساحة للحروب السحرية، حيث يواجه الطلاب بعضهم بالوحوش والقوى الغريبة، أظن أنها كانت مدرسة لتعلم السحر.
على الرغم من استيقاظي من ذلك الحلم إلا أن التفاصيل الصغيرة التي كان يحويها (كما جميع الأحلام) تحمل في طياتها الكثير من المعلومات عن أنفسنا، على سبيل المثال، عندما دخلت إلى قاعة الفصل في تلك المدرسة وجدت المعلم (المسؤول عن تعليم الطلاب العلوم الأسطورية للسحر) متأخراً عن الفصل الذي كنت أحضره وحيداً، عندما كنت جالساً في ذلك الفصل المظلم والمتسخ وجدت حاجة ملحة لمساعدة المعلم الذي بدأ في تنظيف المكان، بينما كنا نقوم بالتنظيف أخبرني المعلم أن تحدياً كبيراً من ساحر عظيم سيأتي إلى المدرسة بعد قليل وأن عليه القيام بمواجهته في "معركة سحرية" قد تودي بحياته، ولعل هذا كان السبب في غياب معظم الطلاب الذين ظنوا أن تلك المدرسة ستتحول إلى ساحة حرب كبيرة بعد ساعات بسيطة.
بالرغم من كل ذلك كنت أشعر بالإنبهار لتفاني ذلك المعلم في تنظيف الفصل وإزاحة الغبار عن النوافذ رغم علمه أن حياته قد تنتهي بعد قليل.
ما تلى من أحداث في ذلك الحلم بعد ذلك ليس بالأمر الهام فعلا، عندما إستيقظت، لازلت أفكر كيف يمكن لشخص يعلم أنه قد يموت اليوم أن يهتم بشيء مثل تنظيف الغرفة أو المكان الذي يحويه، قد يعتقد البعض أنني أفكر بالأمر بشكل زائد، ولكن في الحقيقة أشعر بأن الأمر يحوي حكمة عميقة، إذا كنت كنت أعتقد أنني قد أموت في المستقبل، القريب أو البعيد، فلماذا يجب أن يغير ذلك أي شيء تقوم به في الحاضر، ولأن معتقداتك وتصوراتك تصنعك، أليس القيام بتغيرها قبل الموت يعني أن من يموت سيكون شخصاً آخراً؟، وأليس الموت هو إحتمال وارد كل يوم؟. فلماذا يجب أن نتخلى عن أي من عاداتنا أو معتقداتنا أو أفعالنا إذا ما اعتقدنا أننا قد نموت في هذا اليوم أو غيره.
مرة آخرى قد أكون مبالغاً في التفكير بالأمر ، ولكنني أجده ممتعاً، أجد ما تصنعه نفس أكثر خبرة وعمقاً خلال الأحلام ممتعاً ومفيداً لحياتنا الواعية والسطحية.
Comments